

نادرًا ما يُناقش هذا الموضوع علانيةً، ومع ذلك يواجهه العديد من الأزواج بصمت: مع بلوغ الرجال منتصف العمر، قد تتغير رغبتهم في العلاقة الحميمة مع زوجاتهم بشكل كبير. تبدأ بعض النساء بملاحظة تباعد عاطفي متزايد، أو نقص في المودة الجسدية، أو حتى فقدان تام للرغبة في العلاقة الحميمة. ولكن ما سبب هذا التغيير؟
الأمر لا يتعلق دائمًا بالزوجة
من أكبر المفاهيم الخاطئة أن عدم اهتمام الرجل ينبع من خطأ ارتكبته زوجته. في الواقع، غالبًا ما لا ترتبط هذه المرحلة بالمظهر الخارجي أو فشل العلاقة، بل بالتغيرات الداخلية لدى الرجل نفسه.
1. التغيرات الهرمونية
تمامًا كما تمر النساء بانقطاع الطمث، يمر الرجال بمرحلة انقطاع الطمث – وهو انخفاض تدريجي في هرمون التستوستيرون. يؤثر هذا على الرغبة الجنسية، ومستويات الطاقة، وحتى المزاج. قد لا يشعر الرجل بنفس الرغبة التي كان يشعر بها سابقًا، حتى لو كان لا يزال يحب شريكته بعمق.
٢. التوتر وقلق منتصف العمر
غالبًا ما يجلب منتصف العمر ضغوطًا مالية، وتعثرات مهنية، ومخاوف بشأن الشيخوخة أو الموت. يمكن لهذه الأعباء النفسية أن تُضعف العلاقة الحميمة والتواصل العاطفي. قد يُرهق عقل الرجل، مما يجعل القرب الجسدي مهمةً إضافيةً بدلًا من أن يكون مصدرًا للراحة.
٣. روتين الألفة
سنوات من الروتين والتوقعات قد تُضعف الإثارة في علاقة طويلة الأمد. قد تتلاشى “الشرارة” التي أشعلت العاطفة تحت وطأة المسؤوليات والتكرار، مما يؤدي إلى الانفصال العاطفي.
٤. تدهور الصحة البدنية
يمكن لزيادة الوزن والتعب والأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أن تُضعف الرغبة والأداء. قد يُعاني الرجال في صمت من فقدان الثقة بالنفس أو الخوف من عدم الأداء الجيد في العلاقة الحميمة، فيختارون تجنب العلاقة الحميمة.
ما العمل؟
التواصل المفتوح ضروري. يجب على الأزواج التحدث – بصراحة ودون إصدار أحكام – عن مشاعرهم واحتياجاتهم ومخاوفهم. يُعدّ طلب العلاج أو المشورة الطبية خطوةً فعّالة أيضًا. يجد العديد من الأزواج تواصلًا متجددًا من خلال تغييرات صغيرة، مثل مواعيد غرامية، أو روتين تخفيف التوتر، أو فحوصات هرمونية.
خاتمة
إنّ فقدان الرجال اهتمامهم بالعلاقة الحميمة في منتصف العمر لا يعني فقدان الحب، بل هو تحوّلات عاطفية وجسدية وهرمونية معقدة. إنّ فهم الأسباب بتعاطف يمكن أن يُساعد في إعادة بناء التواصل، بل وحتى إعادة إشعال الرابطة أقوى من ذي قبل.