
التبول الليلي المتكرر – المعروف باسم التبول الليلي – قد يكون أكثر من مجرد علامة على شرب الكثير من الماء قبل النوم.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هذه الاستيقاظات المزعجة قد تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم وحتى قصور القلب.
من الناحية المثالية، يجب أن نحصل على ست إلى ثماني ساعات من النوم المتواصل كل ليلة.
ولكن إذا كنت تستيقظ كثيرًا للتبول، فإن ذلك يُعطل دورة نومك، مما يؤدي إلى التعب أثناء النهار، وضعف الإدراك، وتقلبات المزاج، وزيادة قابلية الإصابة بالأمراض، وغير ذلك الكثير.
التبول الليلي، وهو حالة تدفعك للاستيقاظ ليلًا للتبول، غالبًا ما يُوصف بأنه أكثر أعراض المسالك البولية إزعاجًا.
وهو أيضًا أحد أكثر الاضطرابات شيوعًا، إذ يُصيب 50 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لعيادة كليفلاند.
التبول الليلي حالة شائعة تصيب أكثر من 50% من البالغين بعد سن الخمسين. وهو أكثر شيوعًا لدى الذكور بعد سن الخمسين. وقبل سن الخمسين، يكون التبول الليلي أكثر شيوعًا لدى الإناث، وفقًا للعيادة.
الأسباب المحتملة
هناك عدة أسباب قد تدفعك للاستيقاظ لاستخدام الحمام ليلًا، منها:
تناول كميات كبيرة من السوائل قبل النوم
تناول الكحول أو الكافيين مساءً
صغر حجم المثانة
ارتفاع ضغط الدم
داء السكري (النوع الأول أو الثاني)
الحمل
احتباس الماء (تراكم السوائل في الجسم)
انقطاع النفس النومي
تضخم البروستاتا الحميد (BPH) لدى الرجال
بعض الأدوية (مثل مدرات البول والليثيوم وفرط فيتامين د)
إذا كان التبول الليلي مشكلة شائعة، فمن الجدير البحث عن سببها الحقيقي.
في الواقع، تكشف الأبحاث الحديثة عن وجود صلة مقلقة بين قصور القلب وفرط نشاط المثانة.
التبول الليلي وقلبك
للوهلة الأولى، قد لا يبدو أن قلبك ومثانتك يشتركان في الكثير، لكن الجسم نظام مترابط، ويحذر الباحثون من أنهما مرتبطان ارتباطًا وثيقًا.
قال الدكتور ساتوشي كونو، مؤلف الدراسة، من قسم ارتفاع ضغط الدم بمستشفى توهوكو روزاي في سينداي باليابان: “تشير دراستنا إلى أنه إذا كنت بحاجة إلى التبول ليلًا – وهو ما يُسمى بالتبول الليلي – فقد يكون لديك ارتفاع في ضغط الدم و/أو زيادة في السوائل في جسمك”.
“وجدنا أن الاستيقاظ ليلًا للتبول مرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 40%… وكلما زادت زيارات المرحاض، زاد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم”.
وأضاف الطبيب: “تُظهر الدراسة أن 69% من الأشخاص يعانون من التبول الليلي، وأن النتائج لا تثبت وجود علاقة سببية بين التبول الليلي وارتفاع ضغط الدم”.
وأوضح أن هذه النتائج قد لا تنطبق على السكان خارج اليابان، حيث يُقدر أن أكثر من 33 مليون بالغ – أي حوالي 45% من البالغين – يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
“قد تتأثر هذه العلاقة بعوامل مختلفة، منها نمط الحياة، وكمية الملح التي يتناولونها، والعرق، والخلفية الوراثية.”
متى يجب أن تقلق؟
إذا كنت تستيقظ من حين لآخر للتبول، فغالبًا لا يُشكل ذلك مشكلة كبيرة.
ولكن إذا كان يحدث عدة مرات في الليلة، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية كامنة، وفقًا لعيادة كليفلاند.
إليك بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها:
التبول الليلي المتكرر (مرتين أو أكثر في الليلة).
تورم في الساقين أو القدمين (علامة على احتباس السوائل).
ضيق في التنفس، خاصةً عند الاستلقاء.
التعب أو الدوخة أثناء النهار (اضطراب دورة النوم).
إذا بدت هذه الأعراض مألوفة، فقد يكون الوقت قد حان لاستشارة طبيبك.
ما يمكنك فعله
يمكن أن يساعد التحكم في ارتفاع ضغط الدم في تقليل كثرة التبول أثناء الليل.
إليك ما يمكنك فعله:
راقب ضغط دمك – إذا لم تكن تقيسه بانتظام، فالآن هو الوقت المناسب للبدء. غالبًا ما لا تظهر أعراض واضحة لارتفاع ضغط الدم، لذا فإن مراقبته أمر بالغ الأهمية.
قلل من تناول الملح والكافيين – فالإفراط في تناول الصوديوم قد يسبب احتباس السوائل، بينما يعمل الكافيين كمدر للبول، مما يزيد من التبول.
حافظ على نشاطك – يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تحسين الدورة الدموية، وتقليل تراكم السوائل، والحفاظ على صحة قلبك.
قلل من شرب السوائل قبل النوم – مع أن الترطيب ضروري، إلا أن تقليل المشروبات في المساء (خاصةً الكحول والكافيين) قد يفيد.
اخضع لفحص طبي – إذا كان كثرة التبول ليلًا تُعيق نومك، فيمكن للطبيب المساعدة في تحديد ما إذا كان ارتفاع ضغط الدم أو مشكلة صحية أخرى هو السبب.
مع أن الاستيقاظ للتبول بين الحين والآخر أمر طبيعي، إلا أن كثرة التبول ليلًا قد تكون علامة على ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في القلب.
إذا وجدت نفسك تقوم برحلات متعددة إلى الحمام كل ليلة، فمن المفيد استشارة الطبيب.